شهدت الجغرافية في الآونة الأخيرة تطوراً كبيراً في التوجه نحو الدراسات التطبيقية لاسيما بعد أن اعتمدت على الطرق الحديثة في البحث الجغرافي من خلال استخدام الأساليب الكمية الإحصائية والرياضية . كما وظهرت نظريات جديدة تتناول دراسة العلاقات المكانية بصورة أعمق من ذي قبل وأبعاد جديدة اتسمت بالنظرة الشمولية والواقعية.
إن العديد من العلوم المتخصصة تعمل جاهده على تحليل الخصائص المميزة للحيز الجغرافي في كل من وجهة نظره الخاصة , فبعضها يهتم بالمجال البيئي وبعضها يهتم بالمجال الاقتصادي وآخر يهتم بالمجال الاجتماعي , أما تخصص الجغرافية يمكن أن يكون قادراً على الإحاطة بهذا المفهوم الكلي المعقد.
وتأتي جغرافية التنمية لتتوجه إلى دراسة ديناميكية المكان , ودراسة المكان ذات الطبيعة المتجددة المتغيرة والمتحركة من خلال اهتمامها بدراسة عمليات التغير في المسرح الجغرافي.
جغرافية التنمية تمثل مرحلة انطلاق على طريق إسهام الجغرافي في إيجاد بيئة إنسانية أفضل وذالك عن طريق تقديم الأساليب العلمية التي تمكن المهتمين بشؤون التنمية من التعرف على مكونات الوضع الجغرافي لأي بيئة جغرافية بكل عناصرها المرتبطة بالإنسان والأرض كون الجغرافية تجمع في شمولية العلاقة بين متطلبات الإنسان والبيئة التي يعيش فيها وضمن المسرح الجغرافي.
إن اعتماد العمليات التنموية على أساس التخطيط هو الطريق السليم للتنمية المتوازنة , لان التنمية غير المخططة قد لا تؤدي إلى النمو المتوازن للأنشطة الاقتصادية المختلفة ولا تحقق التقليل من التفاوت في توزيع الثروات ولا تحقق حسن اختيار مشروعات التنمية , ولهذا فان التخطيط الإقليمي يهدف إلى تامين التطور المتوازن لكل إقليم من جهة ومجموعة الأقاليم من جهة ثانية ويتضمن التخطيط الإقليمي من الناحية النظرية والتطبيقية وضع برامج التنمية الاقتصادية – المكانية والمستقبلية المثلى للأقاليم على أساس التحليل والتركيب الشامل لمنظومة العوامل الجغرافية الطبيعية والبشرية.
في هذا الكتاب محاولة جغرافية لتحديد الأسس والمفاهيم التي تعتمد عليها فلسفة جغرافية التنمية وإبعادها النظرية والتطبيقية كونها أحد الحقول الحديثة في الجغرافية , ولتحقيق ذالك فقد جاء الكتاب في سبع فصول تضمنت ثلاث اتجاهات وهي:
1. فلسفة جغرافية التنمية من خلال علاقة الجغرافية بالتخطيط والتنمية ومفهوم جغرافية التنمية والتنمية المستدامة والأبعاد المكانية لها.
2. استعراض النظريات التي تهم الجغرافي والتي تعنى بتنظيم المكان وتنمية النشاطات الاقتصادية والاجتماعية.
3. الجانب التطبيقي ويتضمن تحديد الإمكانيات والمعوقات للتنمية ثم الإجراءات التخطيطية ، وواقع حال التنمية المكانية من خلال استعراض تجارب عربية وعالمية في هذا الاتجاه ومن وجهة النظر الجغرافية.
__
للتحميل من هنا
0 التعليقات:
إرسال تعليق